علامات الترقيم
لعلامات الترقيم أهمية كبرى في اللغة العربية. لا تقتصر تلك الأهمية على كون اللغة العربية أقدم اللغات الحية على وجه الأرض؛ أي: أقدم اللغات التي لم ينقطع استخدامها حتى الآن، بكل ما يعنيه ذلك من تعدد المترادفات، وتداخل الاشتقاقات اللغوية، ووجود مستويات متباينة من التعبير اللغوي الكلاسيكي والحديث؛ مما يجعل فهم السياق اللغوي مطلبا حيويا لفهم المعنى؛ وهذا ما يجعل علامات الترقيم ذات فائدة حاسمة في تحديد المعنى وإبرازه للقارئ.
هذه العوامل السابقة كلها أدت إلى تنوع كبير في طرق استخدام علامات الترقيم في اللغة العربية الحديثة، وذلك لاختلاف الكُتّاب في اختيار علامات الترقيم وتحديد مواضعها، كما أدت أيضا إلى وجود مراجع متعددة مختصة بعلامات الترقيم، بحيث لا نكاد نجد مرجعا واحدا اعتُمِد في الاستخدام اللغوي المعاصر.
لذلك، عكف فريق قلم على البحث في كتب علامات الترقيم العربية والأبحاث المعنية بها، حتى توصل إلى بعض المقترحات، التي تحقق بعض الفوائد للمستخدم، أهمها:
- إراحة القارئ أثناء القراءة، باقتراح مواضع الوقف المناسبة.
- توضيح المعنى باقتراح بعض علامات الترقيم ذات الدلالة الخاصة، مثل السببية أو كون جملة مترتبة على ما سبقها.
- اقتراح علامات الترقيم في المواضع المتفق عليها، مثل نهايات الفقرات، أو قبل بعض الجملة الدعائية وبعدها.
- تجنب الإفراط في استخدام علامات الترقيم، بحيث يثقل النص على قارئه. ولأن تحديد مواضع علامات الترقيم أمر تقديري في أكثر الأحيان، فقد اختار فريق قلم ترك مساحة من الحرية للمستخدم، بحيث يمكنه اختيار وضع علامة الترقيم أو تجاوزها، كما يمكنه أحيانا الاختيار بين أكثر من علامة ترقيم، ما دام سياق الجملة يحتمل أكثر من علامة ترقيم.
يرى أكثر اللغويين أن علامات الترقيم في اللغة العربية مرتبطة بالوقف بين الكلمات، وهذا الوقف يتراوح بين:
- "وقف ناقص"، وهو سكوت قصير جدا لا يمكن معه التنفس، وتمثله الفاصلة.
- وهناك "وقف كافٍ"، وهو سكوت يسمح بالتنفس، ويرتبط بالفصل بين أقسام الكلام التي بينها علاقة تقسيم وتفصيل، وتمثله الفاصلة المنقوطة.
- وهناك أيضا "وقف تام"، وهو سكوت تام يسمح باستراحة للتنفس.
- بالإضافة إلى ذلك ثمة علامات ترقيم تؤدي معاني أكثر استقلالية كالشرطتين الأفقيتين، اللتين تحيطان بالجمل الدعائية المعترضة، وكذلك النقطتان الرأسيتان للدلالة على الاقتباس أو التعداد، وغير ذلك من العلامات التي يصعب حصر استخدامها بسبب تفرعها واختلاف استخدامها باختلاف السياق والتقدير الشخصي للكاتب.
الكلمات المفتاحية:
علامات الترقيم - الجملة الدعائية - الجملة الاعتراضية - الشرطتان الأفقيتان